البرلمان الهولندي يصوِّت لصالح إلغاء تدريجي لدعم الوقود الأحفوري
البرلمان الهولندي يصوِّت لصالح إلغاء تدريجي لدعم الوقود الأحفوري
صوتت أغلبية كبيرة في البرلمان الهولندي، الثلاثاء، لصالح إلغاء تدريجي للدعم الحكومي للوقود الأحفوري، ودعت الحكومة إلى تقديم اقتراحات محددة بشأن المسألة بحلول عطلة عيد الميلاد.
ويتماشى التصويت مع طلب من مجموعة "إكستنكشن ريبيليون" أو (تمرد ضد الانقراض) الاحتجاجية المعنية بالمناخ، التي أغلقت طرقا وشاركت في احتجاجات أخرى على مدار الأشهر القليلة الماضية.
وقابل البرلمانيون المؤيدون للخطوة نتيجة التصويت بالتصفيق الحاد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وأغلق نشطاء "إكستنكشن ريبيليون" طريق (إيه 12) السريع المؤدي للحدود الألمانية عبر أوتريخت إلى لاهاي يوميا لمدة شهر تقريبا.
وعقب التصويت ألغت "إكستنكشن ريبيليون" إغلاق الطرق، وقال متحدث باسم المجموعة: "العصيان المدني فعال، لكننا سنتابع تنفيذ القرار عن كثب".
وأزالت الشرطة حواجز الطرق التي كان يتم نصبها يوميا عن طريق مدافع المياه، وتم احتجاز ما يربو على 9000 شخص بصورة مؤقتة.
وبحسب بيانات الحكومة، تسببت التخفيضات والإعفاءات الضريبية في دعم الشركات بأكثر من 40 مليار يورو (42 مليار دولار).
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".